" المقاومة في الفن وتجليات الحرية من الذات المبدعة الى الوعي الجماعي"

مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار الثامن عشر: 30 نوفمبر 2025
من المجلة السعودية للدراسات التربوية والنفسية

" المقاومة في الفن وتجليات الحرية من الذات المبدعة الى الوعي الجماعي"

د. عبد الله الحزقي
الملخص

بالحديث عن الفن والحرية والمقاومة، فإننا نعرض بذلك رابطا عضويا يصل بين دلالات مفاهيمية مختلفة ذات صلة ببعضها البعض وهو ما يدفعنا لتناول هذا الطرح من زاوية علائقية تكشف لنا الجدلية القائمة بين الفن والحرية باعتبارها علاقة تتجاوز البعد الجمالي الذاتي لتتحول من الحيز الاستيطيقي المحض إلى وعي جماعي فاعل. وهو ما يضفي مسحة براغماتية على الفن كممارسة . فالفن لم يكن يومًا مجرد تعبير عن الذات أو عن الحسّ الجمالي الخالص، بقدر ما يتجلى كفضاء لمساءلة الواقع، ولغة للمقاومة والتغيير. هذه المقاومة كان من السهل رصدها بالعودة إلى تاريخ الفن وتتبع مساراته وتحولاته الدينامية التي كشفت عن جوهر هذه الممارسة باعتبارها فعلا حيويا نشطا يتحول ويتطور باستمرار بل وينقلب بين الحين والآخر على ذات النظم التي يضعها ويرسيها سواء في علاقة بالأسلبة أو المناحي الإشكالية التي يطرحها . فتغيرت بذلك مفاهيمه ووسائطه ومعاييره وحتى أهدافه ..من هنا نعي أنّ الحرية الفنية تمثل في البداية تجربة فردية متجذّرة في وعي المبدع بذاته، لكنها تتحوّل عبر الممارسة والتفاعل إلى قوة اجتماعية تعبّر عن الوعي الجمعي وتؤثر فيه. وعليه تُطرح إشكالية التحول من الحرية الجمالية التي تقوم على مبدأ "الفن من أجل الفن" إلى الحرية الفاعلة التي تجعل من الإبداع شكلًا من أشكال المقاومة الرمزية والسياسية والثقافية بل وحتى الأسلوبية والمنهجية والانشائية. وستناول في هذا الطرح أيضا مفهوم التحرّر الجمالي عند الفنانين الذين سعوا إلى كسر حدود المؤسسة والرقابة، وصولًا إلى أشكال الفن الجماعي والفن الملتزم والفن المقاوم. في النهاية، يسعى هذا التصور إلى إعادة التفكير في وظيفة الفن في زمن التحوّلات الاجتماعية والسياسية، بوصفه ممارسة حرة تنقل الإنسان من تجربة الذات المبدعة إلى بناء وعي جماعي نقدي.

سيتم إضافة المزيد من التفاصيل قريباً

مجلات علمية