مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
المقدمة
جاء الإسلام بشريعته رحمة للعالمين، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾([1]) ، فجاءت رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم متممة للمكارم والأخلاق، ومنها خلق الرحمة، حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه فقال: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء"([2])، وقال أيضاً: "إنه من لا يُرحم لا يُرحم"([3]) ؛ فكانت رحمة الإسلام شاملة لسائر المخلوقات، فشملت: الإنسان والحيوان. وكما أن الله تعالى سخر الحيوانات للإنسان لتخدمه في قضاء حوائجه ؛ ليأكل من لحومها ويشرب ألبانها ويلبس من أصوافها وأوبارها وأشعارها وجلودها، ويتخذ منها زينة ومركوباً , فقد جعل سبحانه هذا التسخير مشفوعا بالرحمة والإحسان عند الانتفاع بها والاستغلال لها ، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته"([4]), فكانت الرحمة مطلوبة عند إراقة دم الحيوان وذبحه وذلك عند الذكاة الشرعية ؛ تخفيفاً من ألم المقتول والمذبوح . ولما كانت الذكاة الشرعية غير مطلوبة في السمك، وجدنا كثيرين يباشرون بطهي السمك فور إخراجه من موطنه وما تزال فيه حياة وحركة، فجاء هذا البحث متناولاً حكم هذا الفعل مبيناً جوانباً من أحكامه.