مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
تخطّى الأدب مساحات كبيرة، وكسر حواجز عدّة، وسلك طرقًا محرّمة من أجل بلوغ تفكير حرّ. رغم العديد من نقاط الاختلاف التي تفرّق بلداننا الشرقية عن البلدان الغربية، إلّا أن هناك العديد من نقاط التشابه التي تجمع هاتين الحضارتين، والتي تّترجم في عالم الأدب. كما أنّ البحر الأبيض المتوسّط هو بحر الخلافات والحروب والاختلافات اللغوية فهو أيضًا بحر الروابط التي تجمع البلدان التي تتشارك شواطئه. دراستي لفن الترسّل عند الكاتبة اللبنانية-الفلسطينية مي زيادة والكاتبة الإيطالية سيبيلا أليرامو ليست سوى دراسة أدبية، اجتماعية، نسوية، تحليلية لرسائل كتبتها امرأتان تتمتّعان بثقافتين مختلفتين، كتبتاها بظلّ ظروف مختلفة، رسائل فيها الكثير من التقارب من ناحية الأسلوب وأقصد هنا الخصائص الأدبية والمميزات البلاغية، ومن خلال المضمون والطبيعة النسوية والكثير من التباعد في الوقت عينه. سيتم إظهار هذا التقارب والتباعد والغوص في المقارنة من خلال جداول شديدة الوضوح أعرض فيها مقتطفات مما ورد في بعض رسائل الأديبتين، مقتطفات تخدم البحث، يتبعها دراسة تحليلية لكل الأمثال الواردة في كل جدول.