مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
يهدف هذا البحث إلى دراسة دور اللعب في تنمية التطور المعرفي والاجتماعي لدى أطفال الطفولة المبكرة في المدارس البدوية في لواء الشمال، بالاعتماد على منهج نوعي قائم على المقابلات الفردية مع تسع معلمات يعملن في هذه البيئة التعليمية الخاصة. ينطلق البحث من كون اللعب يشكل أحد المرتكزات الأساسية لنمو الطفل، إذ يسهم في تعزيز قدراته الإدراكية، وتنمية اللغة، وتحفيز التفكير الإبداعي، كما يوفّر بيئة آمنة للتفاعل الاجتماعي، وتعلّم مهارات التعاون والتفاوض وحل النزاعات. أظهرت النتائج أن اللعب بشقيه الحر والموجه يمثل أداة محورية في تطوير المهارات المعرفية للأطفال، لاسيما في المهام المتعلقة بالتصنيف، التسلسل، التمييز الحسي، وبناء المفاهيم. كما بينت المعلمات وجود فروق واضحة في الأداء الأكاديمي والسلوكي بين الأطفال المشاركين في أنشطة اللعب وأولئك غير المنخرطين فيها، حيث يتميز المشاركون بقدرة أعلى على التركيز، والتواصل، وإظهار مبادرات تعلمية. وأكدت الدراسة أن الألعاب التراثية والرمزية والبنائية هي الأكثر فاعلية في السياق البدوي، لما تحمله من ارتباط بالثقافة المحلية وقدرة على محاكاة الخبرات الحياتية للأطفال. وفي الجانب الاجتماعي، أبرزت النتائج أن اللعب يسهم في تحسين العلاقات بين الأطفال، وتنمية مهارات التفاعل، وتعزيز الثقة بالنفس والانتماء. كما ظهر أن اللعب يؤدي دورا علاجيا في تعديل السلوكيات السلبية، كالانعزال والخجل والعدوانية. بالمقابل، كشفت الدراسة عن مجموعة من التحديات التي تواجه إدماج اللعب في التعليم البدوي، أهمها نقص الموارد، محدودية المساحات، النظرة التقليدية نحو اللعب، وضغط المناهج الدراسية. تؤكد الدراسة على ضرورة تعزيز ثقافة التعلم باللعب في المدارس البدوية من خلال تطوير بيئات لعب مناسبة، وتدريب المعلمات، وتوعية الأهل بأهمية اللعب، وصولا إلى دعم نمو الأطفال معرفيا واجتماعيا في هذه البيئات المهمشة.