مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
: تعالج هذه المقالة إشكاليّة عودة الدّين في زمنٍ يُوصَف بأنّه "علمانيّ"، حيث وقع "نزعُ السّحر عن العالم"، ولا مكان فيه للميثولوجيا والخرافات والماورائيّات "المُفارِقة" أو المتعالية" وغيرها من الظّواهر والمظاهر الّتي عادةً ما تُضاف إلى الدّين. والواقع أنّ هذه الإشكاليّة تستقي مشروعيّتها من راهنيّتها أو مُعاصرَتها، باعتبار أنّ عالمنا المعاصر يشهد اليوم استعلاءً أو استعلانًا دينيًّا لا مندوحة لنُكرانه يجد تعبيرَه في ازدياد الطّلب على الدّين، كما في صعود نجمِ الصّحويّات الدّينيّة في كثيرٍ من الدّيانات، ولا سيّما الإبراهيميّة منها. وتُمثّل هذه المقالةُ، الّتي تتوسّل منهجيّة التّحليل المقارن في القراءة النّقديّة الفلسفيّة-السّوسيولوجيّة الّتي تعتمدها، دعوةً إلى الإقرار بعودة الدّين -بغضّ النّظر عن مَدَيات تلك العودة أو تمظهُراتها- وذلك في إطار إحداث مصالحةٍ واعية بين الدّين والعلمانيّة بعيدًا عن الرّاديكاليّات المُنادية بالقطيعة بينهما من كِلا الطّرفَين: عُداة الدّين من غُلاة العلمانيّين، ودُعاته من متطرّفي رجال الدّين في آن معًا.