مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
لم يكن رثاء النّساء غرضا مستقلّا في الأدب العربيّ ،إلاّ مع عصر المرابطين أين كان للتحّول الاجتماعي و السّياسي أثر عظيم على المشهد الأدبيّ ،فقد برز دور المرأة في المجتمع المرابطيّ بالأندلس بشكل لافت، ولم يكن رثاء النّاس في هذا العصر بكاء على فقيد فحسب ،بل كان سجلّا أدبيّا رفيعا ونسقا ثقافيّا متشعّبا ،كشف عن تحوّلات عميقة في البنية الاجتماعيّة و الوجدانيّة للأندلسيين ،هذه المراثي برغم ألمها حفظت صورة نابضة للمرأة الأندلسيّة كشريك وجوديّ ورسخّت تقليدا أدبيّا أثّر في الشّعر العربيّ حتّى العصر الحديث ، فقد نجح الأندلسيّون في تحويل الألم الفردي إلى تراث إنسانيّ خالد بمميّزات خاصّة ولعلّ أشهر مرثيّة تطالعنا في هذا العصر هي رائيّة الأعمى التّطيلي.