الأنساق المشفرة في الأمثال الشعبية المغربية: قراءة في العلاقة بين اللغة الشعبية والهوية في مراكش

مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار التالي: 30 أغسطس 2025
من المجلة السعودية للدراسات التربوية والنفسية

الأنساق المشفرة في الأمثال الشعبية المغربية: قراءة في العلاقة بين اللغة الشعبية والهوية في مراكش

رشيـدة كرمود
الملخص

في غمرة التقدم العلمي والأدبي في مختلف مناحي الحياة، وفي خضم التسارع نحو مواكبة المستجدات والانفتاح الذي أصبحت تفرضه العولمة والحداثة، مازال الإنسان يعض بالنواجذ على كل ما هو أصيل وتراثي، فاهتم بالتراث ووضع له النظريات والأسس، وكثرت بذلك الأبحاث والدراسات التي تنبش في ذاكرته. كما أصبحت تقاس قيمة الأديب وما يقدمه من عمل بمدى قدرته على استحضاره في دراساته. يعد التراث ذلك الإرث المادي والمعنوي الذي تتناقله الأجيال، فيتسع بذلك ليشمل الأساطير والدين والفلكلور والأغاني والفنون والأدب الشعبي... إنه المعيار الذي تقاس به تجليات الاختلاف والتباين بين المجتمعات. وعليه لا يمكن الكشف عن العمق الحضاري للأمم إلا عبر معرفة تراثه الشعبي. يضم التراث الشعبي بين ثناياه الأدب الشعبي الذي يوصف بكونه ذاكرة الأمم ومخزونها الذي يتجدد بتجدد الفكر الإنساني. فهو تتويج لخبرات الإنسان ومعارفه وتجاربه التي راكمها عبر زمن من الأزمان، وفي بيئة من البيئات الاجتماعية القديمة، وهو الآخر يضم بين طياته مجموعة من الفنون منها الحكاية الشعبية، الشعر الشعبي، الأمثال الشعبية وغيرها من الأنماط الشعبية الأخرى. إنه فن القول الذي تنتجه جماعة شعبية، غني بالمادة التراثية التي يمكن للباحث تقصيها وسبر أغوارها. وتُعد الأمثال الشعبية من أهم أشكال التعبير الثقافي التي تحمل في طياتها رسائل تتلون وتتشكل حسب السياق الذي وردت فيه، فمنها ما كان واضحا جليا، ومنها ما كان خفيا ومشفرا. وتأتي هذه الدراسة للكشف عن هذه الأنساق المضمرة في الأمثال الشعبية بمراكش، المدينة التي امتزجت فيها التأثيرات العربية والأمازيغية، إضافة إلى تأثيرات من الثقافات الغربية والإفريقية وكيف يستخدم النسق الرمزي المشفر في هذه اللغة الشعبية كأداة للحفاظ على الهوية الثقافية، وكيف يُمكن تأويل معانيها الخفية بناءً على السياق الاجتماعي والتاريخي والثقافي لمدينة مراكش.

سيتم إضافة المزيد من التفاصيل قريباً

مجلات علمية