مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
تتناول هذه الورقة الإعلام الخارجي بوصفه أحد أبرز أدوات القوة الناعمة التي تعتمد عليها الدول في ترسيخ حضورها الدولي، وبناء وتعزيز صورتها الذهنية ومكانتها الدولية، وتوطيد علاقاتها الخارجية، بما يخدم أهدافها القومية. وقد تطور الإعلام الخارجي من دوره التقليدي كناقل للأخبار ليغدو أداة استراتيجية مؤثرة في تشكيل الرأي العام العالمي، ونقل الرسائل السياسية والترويج لقضايا الدولة على الساحة الدولية. كما تناولت الورقة ايضاً القنوات والمؤسسات الإعلامية كأدوات استراتيجية في الإعلام الخارجي لدولها لدعم السياسة الخارجية الوطنية، من خلال بناء صورة الدولة، نقل السرديات الوطنية، منافسة سرديات الخصوم، مواجهة الحملات الإعلامية المعادية، وتعزيز القوة الناعمة. كما قدمت الورقة مراجعة نقدية مفصلة توضح الفروق بين الإعلام الغربي ذو الاستقلالية النسبيّة والاحترافية العالية، مقابل الإعلام العربي الذي يعاني عموماً من ضعف المصداقية والاتكال على توجهات وأجندات حكومية رسمية مباشرة. وبينت الورقة نماذج تطبيقية مهمة تؤكد دور هذه الوسائل في سياقات الصراعات الدولية مثل الحرب الروسية-الأوكرانية، الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وغيرها. أذ تسلط الدراسة الضوء على المفاهيم النظرية للإعلام الخارجي، ومسارات تطوره، وآليات عمله، وتناقش العلاقة التبادلية بينه وبين السياسة الخارجية. كما تستعرض نماذج عربية وغربية لتوظيف هذا النوع من الإعلام، وتحلل أبرز التحديات التي تواجهه في ظل بيئة الاتصال الرقمي والتنافس الجيوسياسي المتصاعد. تندرج هذه الورقة البحثية ضمن البحوث النظرية الاستقصائية؛ معتمدةً على عدة منهج كالمنهج الوصفي والتاريخي والمقارن، واستخدمت مصادر أكاديمية ثانوية وغيرها، إلي جانب على أدوات الملاحظة والاستقراء. وتستعرض الأدوار المتعددة للإعلام الخارجي في خدمة الأجندة الوطنية، وتقدم توصيات عملية لتعزيز فعاليته، مستندة إلى تجارب مقارنة من دول مختلفة. وتخلص الورقة إلى عدد من النتئج والتوصيات على راسها أن الإعلام الخارجي يمكن أن يعمل بشكل مستقل أو ضمن منظومة متكاملة مع أدوات السياسة الخارجية الأخرى، شريطة أن يُدعم ويُوظف بشكل فاعل وحصري لتحقيق المصالح الوطنية بعيدًا عن التحيّز الحزبي أو التوظيف العقائدي، بما يضمن حياديته وفاعليته على المستوى الدولي.