مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
يقودنا الحديث عن مداخل التنظير في النقد الأدبي إلى مسألة المرجعيات التي يستند إليها هذا الخطاب، وهي مرجعيات يصعب حصرها بدقة لأنها قابلة للتداخل وقابلة أن تكسر حدودها حين تصبح مجرد ثقافة لدى الناقد أو الدارس الذين لا يلتزمون بنسقية المعرفة وسلامتها المطلوبة لكنها مع ذلك تكتسي أهمية بالغة في الخطاب الفكري الذي يتخذ منحى تنظيريا أو تأصيليا. إن الحديث عن " الجمال" في إطار خطاب التنظير هو في الغالب حديث عن واحدة من " مرجعيات" هذا الخطاب. وعندما نتحدث عن " المرجعية" فإننا نتحدث عن " كيانات" معرفية مؤطرة تمنح الخطاب انتسابه إلى المعرفة وتخصص موقعه فيها وقدرته على توظيفها" . وإذا كان الأدب والنقد، باعتباره قراءة للنصوص، يفتحان الباب واسعا أمام تعدد المرجعيات فإن التنظير، وبسبب سعيه إلى ضبط المفاهيم، يسعى دوما إلى تحديد مرجعياته والالتزام بالتلاؤم المعرفي معها . ومفهوم الجمال مفهوم إشكالي قديم في الثقافة الإنسانية وهو أحد القيم الثلاث (الحق، الخير، الجمال)، التي استطاعت الفلسفات القديمة أن تصل إلى قناعة بأنها القيم الكبرى للوجود ، ومن ثم كانت محور بحث كثير من الفلاسفة