مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
إن المتأمل في تاريخ الموسيقى التونسية عموما والأغنية التونسية على وجه الخصوص يلاحظ عدة تغييرات شملت أساليب تلحين واختيارات تعبيرية وتنفيذا موسيقيا... غير أنّ هذه الفترة شهدت أيضا تنوعا على مستوى الوسائل المعتمدة لبث هذا الرصيد الموسيقي وشهدت تطورا في المباحث العلمية والأكاديمية وخاصة منها التي تناولت مدى أهمية هذه الوسائل في نقل الخطاب بشكل عام والموسيقي منه على وجه الخصوص الشيء الذي أدى للحديث في هذا المؤتمر حول الوسائط الموسيقية. ولئن كان محمد الجموسي إحدى الشخصيات الموسيقية التي برزت في تلك الحقبة الزمنية، وتنوّع إنتاجه الفني من الراديو والاسطوانة وصولا إلى السنيما والبرامج التلفزية ارتأينا أن نخصّص هذه الدراسة المتواضعة لتبيان مدى تأثير الوسائط الموسيقية على الاختيارات التعبيرية والفنية لمحمد الجموسي من خلال أغنية "ريحة البلاد يابا". تبعا لكل ما ذُكر سنقوم من خلال هذه الدراسة باستخراج العناصر الموسيقية الثابتة في الأغنية الجموسية على الرغم من تنوّع وسائط بثها وتبيان مدى تأثير الوسائط الموسيقية في الاختيارات التعبيرية لمحمد الجموسي أضافة إلى البحث في إمكانية استمداد الأغنية الجموسية بريقها من العناصر الموسيقية المكونة لها أم من الوسائط التي بثتها؟ أم هي نتاج لتفاعل الرمزي والتقني لإيصال خطاب موسيقي محدد.