مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
لا يختلف اثنان على المكانة التي يحتلها المتنبي بين من سبقه أو حتى من جاء بعده من الشعراء، فقصائده تتفرد بطريقة جعلته حقاً مالئ الدنيا وشاغل الناس، وتعددت موضوعاته وأساليبه وأدواته التي أعانته على تقديم نتاج شعري جعله يتربع على عرش الشعر؛ فشعره حافل بالصور البلاغية والرموز الأسطورية ومختلف الأساليب التي يلجأ إليها الشعراء للتعبير عن التجربة الشعرية الخاصة بهم، والمتنبي في نتاجه الفريد اتكأ على الصورة في التعبير عن مشاعره و استند على الأسطورة في طرح أفكاره وليبين المشاكل و المضامين العالقة في العالم الذي كان يعيش فيه، و قدمهما بحلّة جديدة، وهذه الدراسة ترمي إلى تسليط الضوء على جانبين بارزين من بلاغة شعره وهما : الصورة والأسطورة ، من خلال رصد بعض الصور التي تجلت بوضوح عندما استعان بالاستعارة والتشبيه، حيث استطاع المتنبي ببراعة الخروج بانزياحاته عن المألوف وملامسة حدود اللامعقول ، وهذه الانزياحات ظهرت في مختلف أغراضه الشعرية ، من مديح وفخر ورثاء ، كما حاولنا رصد الأسطورة في هذه الأغراض و التي كان من أبرز عناصرها : أسطورة السلاح، الفرس، الطقوس الدينية، البطل، وكان الحصة الأكبر. فالغرض من هذه الدراسة هو محاولة استجلاء بلاغة الصورة ورمزية الأسطورة في شعر المتنبي والكشف عن أبعادها ورصد بعض مكوناتها ومناقشة بعض الأمثلة عليها، وتم ذلك باستخدام المنهج الوصفي التحليلي الذي ساعد في استنباط مكامن بلاغة الصورة وأساليبها وتقصي ملامح الأسطورة ورموزها في بعض أبياته، وخلصنا في النهاية إلى بعض النتائج التي أوردناها بالتفصيل.