مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
تهدف هذه الدّراسة لبيان أثر جماليات الكناية في شعريّة البحتريّ، وأهميتها في فهم الشّعر، وباعتبار الكناية ألطف أساليب البلاغة وأدقها، وهي أبلغ من الحقيقة والتصريح، لأن الانتقال فيها يكون من الملزوم إلى اللازم، فهو كالدَّعوى ببينة،كما تسعى لبيان أثر الشّعراء العرب القدماء في التّطرق لقضايا الشّعر الحديثة من صورة شعريّة وانزياح وأسلوبيّة وتكامليّة وغيرها. واستخدمت الباحثة المنهج الاستقرائي في درسة الأبيات؛ لابراز جماليات الكناية فيها وأثرها في توضيح المعنى للقارئ والمتلقي. وتبين للباحثة أن للكنايات أثر كبير في إضفاء العنصر الجمالي من ناحية اللفظ من جهة ومن ناحية المعنى من جهة أخرى، كما أنها توضح الفكرة والمعنى للمتلقي من خلال تلك الألفاظ القريبة الموحية للمعنى البعيد المقصود، وهذا يصبّ في بيان شاعرية الشاعر وسبب وصفة بالشّاعر عند المفاضلة بينه وبين أبي تمام؛ لاهتمامه الكبير باللفظ المتناسق مع المعنى، وتبيان الثّقافة الواسعة والعلم والدراية بألفاظ العرب، ومواطن استخدامها، وهذا ما جعل الكلمات تناسبفي أبياته كالمطر الغزير، فينهل منها ما يشاء. لذلك أوصي بالتعمق بدراسة الشعر وخصوص الشعر القديم وربطه بالقضايا الأدبية الحديثة وابراتز قيمة الأدبية والفنية، وتسليط الضوء بالدراسة على التكاملية في الأبيات وأثناء مناقشة القضايا المدروسة، كما يجب توظيف الجانب النفسي وأثره على الشاعر لحظة نظمة الشعر، وتحديد أثر الأوضاع السياسية والاجتماعية على شاعرية الشّاعر.