مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
الملخص
تهدف هذه الدراسة إلى استجلاء جمالية المكان في حادثة القتل التي شكلت منعطفا أساسيا في سير أحداث رواية "اسمي أحمر" لأورهان باموق"، خصوصا أنها تكررت ثلاث مرات في أماكن مختلفة، ولكل مكان من هذه الأمكنة وما يحيط بها من سياقات مختلفة دلالات متنوعة تبعا للأبعاد النفسية والفكرية لكل من القاتل والمقتول من جهة، وللمؤلف أورهان باموق من جهة أخرى، وخلصت الدراسة إلى أن الأماكن التي جاءت متزامنة مع حادثة القتل (البئر والبيت والطريق) كانت مشحونة بدلالات مختلفة تتناسب مع السياق الفكري للمقتولين، فالبئر بما فيه من ضيق يتناسب مع ضيق أفق ظريف أفندي وتعصبه الديني اتجاه النقش الإسلامي، والبيت بما يحمله من خصوصية وسرية وأمان جاء مكانا حاضنا لحركة التمرد على أساليب القدماء، أما الطريق وانفتاحه على كل الأمكنة والجهات جاء متناسبا مع حرية النقش التي كان يدعو إليها زيتون بعيدا عن تقليد الإفرنج. وفيما يبدو أن الرؤية الفكرية لأورهان باموق حول فن النقش قد ظهرت من خلال تضافر الأمكنة السابقة مع حادثة القتل وشخوصها، إذ يبدو تعاطف أورهان مع شخصية زيتون، وميله إلى اتجاهه الفكري في فن النقش، فقد حاول عن طريقه أن يبحث عن المكان المأمول الذي من خلاله يحافظ النقاش على أسلوبه الأصيل بعيدا عن التعصب الديني وتقليد الآخر عبر سلسلة من جرائم القتل، وعلى الرغم من جرائم زيتون إلا أن أورهان جعل الأماكن في آخر الرواية متعاطفة معه، وجعل آخر ما تنظر إليه عينا زيتون بعد قطع رأسه هو النقش خانة الذي يدل على مدرسة فن النقش العثماني بأصوله وتقاليده، وهي إشارة أخيرة من أورهان باموق للعمل على استعادة تقاليد فن النقش التي عرفت بها الدولة العثمانية.