مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
تسعى هذه الدّراسةُ إلى الكشفِ عن مدلولِ لفظةِ الجوازِ، وبيانِ الألفاظِ الّتي عبّر النّحاة بها عن هذه الظّاهرة، ونتائجها في الدّرس النّحويّ العربيّ. فالجواز ترخّصٌ وتسويغٌ توفّره اللّغةُ للمتحدّثينَ بها، وذلكَ على المستوياتِ جميعها، الّتي لا تجبر المتحدّثين بها التزام حالةٍ تركيبيةٍ في المسألةِ الواحدةِ، وذلكَ لوجودِ علّةٍ مانعةٍ منها، سواء أكانت العلة لفظية أو معنوية، ويتكئُ الباحثُ في ذلكَ على المنهجِ الوصفيِّ للكشفِ عن ظاهرةِ الجوازِ ونتائجها في الدّرس النّحويّ العربيّ، كونها ظاهرةً طبيعيةً مهمةً وبارزةً في النّحو العربيّ المعياريّ الذي قعّد له النّحاةُ الأوائلُ، واحتكموا إليه، فقد عرفوا الجوازَ منذُ البدايات الأولى لنشأة النّحو العربيّ، وعدّوه إباحةً للوجه النّحويّ، أو الصّرفيّ، أو اللّغويّ بوجهٍ عامٍّ دونَ وجوبٍ أو امتناعٍ، وهذا يقتضي تعدد المسألة الواحدة أو ثنائية الوجوه، وهو بخلافِ الوجوبِ الذي يقتضي حصر المسألة في وجهٍ واحدٍ لا ثاني له، وقد خلصت الدّراسة إلى أنّ النّحاة القدماء لم يقتصروا في التّعبير عن ظاهرة الجواز على الألفاظ المشتقة من مادة (جوز)، وإنما توسّعوا في التّعبير عنها بألفاظٍ متعددةٍ، أما النّحاة المحدثون فقد اقتصروا في التّعبير عنها بلفظة الجواز، كما أظهرتِ الدراسةُ مجموعةً من النتائج التي نتجت عن نشوءِ ظاهرة الجواز في النّحو العربيّ منها: انتشار ظاهرة الانتخاب والانتقاء، والتّوسع في القواعد النّحويّة، وكثرة كتب النّحو العربيّ وتشعّبها، وغيرها من النتائج التي أظهرتها هذه الدّراسةُ.