مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
الملخّص
يتناول البحث موضوعًا مهمًّا وفاعلًا في نقد الغذّامي، وهو مبحثُ (العمى الثّقافيّ أبو تمّامٍ بوصفه شاعرًا رجعيًّا)؛ لكونه يتعلّق بالمتلقّي العربيّ، الّذي يقصد به الغذّامي الأجيالَ السّابقةَ والمعاصرة، ويتعلّقُ بالمبدع الّذي يكون عادةً شاعرَ بلاط المؤسّسة، ويناقشُ البحثُ فكرةَ الغذّامي حول "العمى الثّقافيّ" للمتلقّي، و"رجعيّة" أبي تمّامٍ الثّقافيّة، مع طرح الأمثلة الّتي استند إليها الغذّامي وتحليلها وَفق سياقها التّاريخانيّ، ومراجعة المصادر والمراجع الّتي بثَّها في هامشه. ويقدّمُ البحثُ تأسيسَينِ حول نشوء الأنساق الثّقافيّة في القصائد العربيّة ومدى تأثيرها في ذهنيّة المجتمع العربيّ، وحول شكلانيّة حداثة أبي تمّامٍ، ثمّ يقسم أطروحة الغذّامي إلى ثلاثة مضامين؛ المقدّمةِ الّتي عرض فيها الغذّامي آراءه بصورةٍ عامّةٍ حول "رجعيّة" أبي تمّامٍ الثّقافيّة، وحالةِ "العمى الثّقافيّة" الّتي أصابت المتلقّي، ثمّ القسمِ الثّاني المتحدّثِ عن أبي تمّامٍ بوصفه شاعرًا رجعيًّا، ويعرض آراء الغذّامي كما ذكرها في كتابه، والقسمِ الأخير المتحدّث عن وصيّة أبي تمّامٍ للبحتريّ وحماسة أبي تمّامٍ، ويعرض ما قاله الغذّامي فيهما، ويناقش البحثُ هذه المضامين جميعًا كُلًّا على حدةٍ. ويخلص البحث إلى نتائجَ عديدةٍ، أهمّها أنّ الغذّامي تهيّأتْ له فكرة حالة "العمى الثّقافيّ" بدعوى أنّ أبا تمّامٍ لديه رجعيّةٌ ثقافيّةٌ حقيقيّةٌ في نسقيّته، ولكنْ بعد فحص الأنساق الّتي ذكرها ومناقشتِها في سياقها الّذي صدرت عنه يتبيّن أنّ الغذّامي قرّر الأحكام قبل أن يعالج الشّعر المطروح، وهذا لا يتّفق مع مبادئ الموضوعيّة