مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
مثّلت دراسة النفس أمرا شائكا و ليس من السهل الحديث فيها و هو ما خلق تخالفا و إختلافا كبيرا في صفوف دارسيها، فأخذت مسألة النفس نصيبها في المؤلفات الفلسفية منذ القدم، تناولها سقراط أب الفلسفة و نسج على منواله تلميذه أفلاطون و إختلف عنهما أرسطو في ما بعد. شغلت مسألة النفس حيزا كبيرا في قسم الفلسفة الأرسطية بل تكاد تكون محرك المؤلفات اللاحقة لأرسطو و مرتكزها و كتب فيها مؤلفا بعنوان "النفس" الذي شرحه فيلسوف قرطبة إبن رشد في ما بعد. مثلت الطريقة الأرسطية في دراسة النفس مرتكز كل المنشغلين اللواحق تقريبا إلى حدود القرن التاسع عشر. حيث إن إنشغال أرسطو بالنفس و مقاربته لها إختلف عن العلوم الحديثة فكان بذلك سباقا في الدراسة و أفضل في الكيفية. رغم إستقلال علم النفس على الفلسفة و إهتمامه بها على طريقة علمية حديثة إلا أنه لم يحاكي الإهتمام الأرسطي، ربما هذا ما فتح المجال لبروز علم جديد و هو علم البرمجة اللغوية العصبية الذي أثار غضب أصحاب علم النفس و لم يعترفو به و نشبت الخصومة بينهم و تحول المشكل إلى مشكل إعتراف عوضاً عن التعمق في علمية النفس و تفكيك أسرارها، و هو ما دعانا إلى القول أن الدراسة الأرسطية سباقة و أشد علمية و معرفة أما العلوم الحديثة فإهتمامها أقرب أن يكون إلى النفعية