مفهوم سعادة الإنّسان عند فلاسفة اليونان

مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار الثامن عشر: 30 نوفمبر 2025
من المجلة السعودية للدراسات التربوية والنفسية

مفهوم سعادة الإنّسان عند فلاسفة اليونان

اسماعيل عبدالرحمن الفياض
الملخص

إنّ مفهوم السعادة من المفاهيم التي يصعب تعريفها وحدّها، وقد حاول فلاسفة اليونان تقديم تصور لمفهوم السعادة؛ فجاءت تصوراتهم متباينة تتأرجح بين ربط السعادة بالخير والفضيلة والعدل، وهذا هو قول الأكثرية من علْية فلاسفة الإغريق، وبين ربط السعادة باللّذة وإشباع الرغبات، وهو قول الأقل، لكن تكاد تجتمع كلمتهم على نفي وجود أي أثر للسعادة بعد الحياة، وشذّ في ذلك أفلاطون. يمكن القول إنّ مذاهب فلاسفة اليونان، وخصوصاً المشهورة منها مذاهب أخلاقية، تسمو بالإنسان عن السعي وراء اللّذة البهيمية، وترتقي به إلى الاستمتاع بالسعادة الروحية، وتخرجه من ضيق الأنانية الفردية إلى سعة وسعادة الوحدة الجماعية. من الفلسفات"( )، فكان لابدّ لمن يبحث في موضوع السعادة من البدء بالفلسفة اليونانية، التي اجتهد حكماؤها بالبحث عن السعادة وحقيقتها وطرق الوصول إليها، وقد تنوعت في السعادة مناهجهم، واختلفت فيها آراؤهم وتباينت فيها مذاهبهم، ما بين اللذّة والجسد إلى الرّوح والأخلاق، فبنى بعضهم نظريات مميّزة في السعادة جعل من الأخلاق أهم لبناتها، لكن تلك النظريات لم تخل من النّقائص والعيوب، ولعلّ ذلك طبيعي؛ ومنعكس بالضرورة من حالة الميتافيزيقة التي كانت سائدة في بلاد اليونان، فقد كانت الميتافيزيقية معتمدة على العقل، وبعيدة عن نور العناية الإلهية، فكان العقل هو الخصم والحكم، لذا جاءت مذاهبهم في السعادة على الحياة مقتصرة، وللكمال مفتقرة.

سيتم إضافة المزيد من التفاصيل قريباً

مجلات علمية