مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
شهدت منطقة الشرق الأقصى جملة من التحولات السياسية في اعقاب الحرب العالمية الثانية ما بين اشتعال الحركات التحررية بين شعوب المنطقة والعمل على التخلص من براثن الاستعمار القديم، لاسيما مع تلاشي نفوذ القوى الاستعمارية القديمة ( بريطانيا – فرنسا) وحل مكانها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي كاقوى استعمارية تنافسية جديدة. ويُعد نجاح الثورة الشيوعية في الصين عام 1949 نقطة تحول كبيرة في حقيقية الصراع الأمريكي – السوفيتي وهو ما مثل خطراً كبيراً على النفوذ الأمريكي في المنطقة وأثار مخاوف صانع القرار الأمريكي من انتشار النموذج الصيني بين شعوب المنطقة، ودفع واشنطن إلى ضرورة العمل على تغيير مسارها السياسي نحو دول المنطقة وعلى رأسها اليابان لصد المد الشيوعي في الشرق الأقصى وجعل الساسة الأمريكيين يسعوا إلى إعادة اليابان إلى المسرح السياسي مرة أخرى بعد تجميد مكانتها واحتلالها بعد الحرب العالمية الثانية وتوقيع معاهدة سلام تعيد من خلالها الولايات المتحدة اليابان إلى حلبة الصراع السياسي في المنطقة للتصدي للمد الشيوعي الصيني في المنطقة وتسمح لها بالتعافي الاقتصادي والسياسي، وتتجنب الشروط القاسية التي قد تدفعها للتحالف مع الكتلة السوفيتية. ترصد هذه الدراسة موقف أستراليا من معاهدة السلام مع اليابان لاسيما كونه موقفاً معقداً ومحورياً في تاريخ سياستها الخارجية بعد الحرب العالمية الثانية. كان قلق أستراليا الرئيسي هو ضمان أمنها في مواجهة أي تهديدات يابانية مستقبلية، وذلك بعد الدمار الذي لحق بها خلال الحرب. وهو ما مثل حالة من الشد والجذب بين صانعي القرار السياسي الأمريكي والأسترالي حول حقيقة المعاهدة و اقناع صانع القرار الأسترالي بأهداف واشنطن من تلك المعاهدة وإقناعها بضرورة التوقيع على معاهدة السلام مع اليابان