مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
تُعد واحة أريحا من أهم المراكز العمرانية في فلسطين خلال الفترة البيزنطية، إذ شكلت بدورها بيئة خصبة لنشأة وتطور النشاط الديني الرهباني، حيث برزت العمارة الدينية كعنصر أساسي في المشهد العمراني للمنطقة، مما يعكس التغيرات الدينية والسياسية والاجتماعية في تلك الحقبة، وضمت الكثير من الأديرة والكنائس والصوامع، والتي تجسدت فيها تلاقح العمارة والفنون المحلية مع الفنون والعمارة في الاقاليم المجاورة. تهدف الدراسة إلى إبراز العوامل الدينية والتاريخية والسياسية والاجتماعية التي أدت إلى نشأت العمارة الدينية في واحة أريحا، إلى جانب تسليط الضوء على بعض نتائج التنقيبات الأثرية التي كشفت بدورها عن مبانٍ دينية في أريحا وفهم طرزها المعمارية والفنية، علاوة على دراسة أنماط العمارة الدينية في واحة أريحا خلال الفترة البيزنطية من خلال تحليل أنماط الكنائس والأديرة وابراز الخصاص الفنية والمعمارية والزخرفية وربطها بالسياق التاريخي والديني الأقتصادي للمنطقة، وكذلك وضع إطار علمي كمنطلق لتوثيق العمارة الدينة في واحة أريحا. اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي والمنهج الأثري الوصفي والتحليلي المقارن، مدعوما بالمسح الميداني ومراجعة المصادر التاريخية والمراجع الأثرية ذات الصلة. أظهرت النتائج تنوع الأبنية الدينية بين الأديرة والكنائس والكنس، بما يعكس التعددية الدينية والثقافية التي تميزت بها المنطقة. توصلت الدراسة إلى أن أريحا كانت مركزاً مهماً للحج المسيحي في الفترة البيزنطية لما تمتلكه من أماكن مقدسة ارتبط بالمسيح عليه السلام، علاوة على أن عمارتها الدينية عكست التفاعلات ما بين العمارة المحلية والعمارة البيزنطية الأوسع، خلصت الدراسة أيضا إلى أن العمارة الدينية في أريحا لم تكن مجرد فضاء للعبادة، بل لعبت دورا في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمع المحلي.