مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
يهدف هذا البحث إلى استكشاف أثر إعادة تصميم مساحات اللعب المدرسية كأداة فعّالة لدمج الأطفال ذوي الإعاقة الحركية في المدارس العادية. وقد اعتمدت الدراسة على منهجية التفكير التصميمي (Design Thinking)، التي تتيح تحليل المشكلات الحقيقية التي يواجهها الأطفال، وإشراكهم مع معلميهم وأخصائيي التأهيل في تصميم حلول مبتكرة وعملية قابلة للتطبيق داخل فضاءات المدرسة. تم تطبيق المنهجية في مدرسة ابتدائية بمدينة سوسة، تونس، خلال العام الدراسي 2025، التي تضم قسمًا دامجًا يضم أطفالًا ذوي قدرات حركية متنوعة. وشمل التدخل إنشاء فضاء لعب شامل يتضمن مسارات مهيأة للكراسي المتحركة، وحدات لعب حسية متعددة الاستخدامات، وحديقة تفاعلية صغيرة لتعزيز التحفيز الحسي والاجتماعي. أسفرت نتائج الدراسة عن تحسن ملحوظ في التفاعل الاجتماعي بين الأطفال، وزيادة المشاركة في الأنشطة التربوية خارج القاعات، إلى جانب تطور الحركة الوظيفية وزيادة الثقة بالنفس لدى الأطفال ذوي الإعاقة. كما أبدى المعلمون رضاهم عن الفضاء الجديد الذي يعكس مبادئ الحق في اللعب لجميع الأطفال ويعزز بيئة تعليمية شاملة. وتوصي الدراسة بدمج مبادئ التصميم الشامل ضمن سياسات التعليم والتخطيط المدرسي، وتبني مقاربات تشاركية تشمل الأطفال والمعلمين، إلى جانب تطوير أدلة تصميمية مرجعية وبرامج تدريبية للكوادر التربوية ومهندسي الفضاءات التعليمية، لضمان تطبيق تصميم مرن وشامل في المدارس المختلفة.