مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
شهدت منظومات التعليم خلال الأزمات، ولا سيما جائحة كورونا، تحولًا جذريًا نحو التعليم الإلكتروني المفاجئ دون استعداد مسبق، مما كشف عن تفاوت في مستوى الكفايات الرقمية لدى المعلمين وتأثيره المباشر على جودة العملية التعليمية. هدفت هذه الدراسة إلى تحليل أثر الكفايات الرقمية لدى المعلمين على فاعلية التعليم الإلكتروني أثناء الأزمات، من خلال اعتماد المنهج المختلط ذي التصميم التفسيري التسلسلي، حيث تم جمع بيانات كمية باستخدام استبانة معدلة، تلتها مقابلات شبه مهيكلة لتفسير النتائج. أظهرت النتائج أن مستوى الكفايات الرقمية لدى المعلمين جاء متوسطًا يميل إلى الانخفاض (μ = 3.10)، خصوصًا في البعدين التربوي والإبداعي، رغم أن الكفايات التقنية كانت مقبولة. كما تبين أن فاعلية التعليم الإلكتروني جاءت بمستوى متوسط (μ = 3.07) مع انخفاض واضح في التفاعل والتحفيز. وأكد تحليل معامل الارتباط وجود علاقة طردية قوية ودالة إحصائيًا بين الكفايات الرقمية وفاعلية التعليم الإلكتروني (r = 0.62, p < 0.01). وأظهرت النتائج كذلك فروقًا دالة لصالح المعلمين ذوي الخبرة الرقمية والتدريب المسبق، وخصوصًا في المرحلة الثانوية. وقد فسّرت المقابلات النوعية هذه النتائج، حيث أكد المعلمون أن التحدي الرئيس لم يكن في أدوات التكنولوجيا، بل في قدرتهم على توظيفها تربويًا وتصميم محتوى تفاعلي رقمياً. أوصت الدراسة بضرورة تبني برامج تدريبية استباقية تركز على التصميم التربوي الرقمي وإدارة التفاعل الافتراضي، والانتقال من الاستخدام التقني للتكنولوجيا إلى توظيفها استراتيجيًا لدعم التعلم النشط. كما دعت إلى إعداد خطط رقمية للطوارئ وتوجيه البحث المستقبلي نحو دراسة أثر القيادة المدرسية الرقمية ونماذج التدريس القائمة على الذكاء الاصطناعي.